توجهنا الى دار الاوبرا فوجدنا القاعة خالية و كان هناك بعض المنسقين احد عدل الانارة و آخر رتب المقاعد و ساحة المسرح كما وجدنا الفرقة العازفة تدربت على المقاطع و بعد مدة وصل عدد هائل من الجماهير دخلوا القاعة ثم دخل المغني الى الساحة و القى تحية الترحيب و الكلمة الافتتاحية ثم بدا في الغناء و الفرقة تعزف و بعد ان انهى شكر الجمهور على حضورهم و لكن كان رد فعلهم غير متوقع فاحد صفق و ذاك هتف و الاخر رمى بالورد ثم حان وقت الرحيل حيث توجه كل ما في المسرح الى باب الخروج و كان فرح الجمهور و اعجابهم بارزا على وجوههم و هذا ما كان شعوري ايضا.
منظر صامت بلا كلام ، الطبيعة فيه في هيام ، في نهاره يسحر الأنظار من خضرة وتفتح للأزهار، و ليله برودة و شدة للنّيام ، ألا و هو منظر للطبيعة في الشتاء.
حيث السحاب مكتظ في السماء ، لا زرقة سماوية فيها ولا بيضاء ، بل من داكنة الزرقة إلى حمراء ،و من ثًمّ تسقط الأمطار ، وتتبلل الجدران ، و يختفي الناس في الديار ، و تزداد خضرة العطاء المقدام الذي جاد به علينا المنان ،و تنجلي فيه ألبسة الكساية للأشجار حيث هي عارية بلا أسوار، و تهب عاصفة كأنها إعصار ، مارّ يحمل سكينة ومنشار ، يقطع ما مر عليه بلا شفقة ولا استنظار ، فسبحان الخالق المنان ، الذي خلق الأكوان ، و صوّر الإنسان ، و خلق كل شيء دون انتظار ، استشارة ولا رأي من ذوي الإحسان ، وخلق الطبيعة على أربعة أشكال الصيف و الربيع ثم الشتاء و الخريف.
ـــــــــــــــــــــــــربي يوفقكمـــــــــــــــــــ
تعليقات